لأنها بدأت طلوع الشمس من أول يوم وانقطعت غروب الشمس من آخر يوم. وقال الليث : الحسوم الشؤم. ويقال : هذه ليالي الحسوم، أي تحسم الخير عن أهلها، وقال في الصحاح. وقال عكرمة والربيع بن أنس : مشائيم، دليله قوله تعالى :﴿فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ﴾ عطية العوفي :﴿ حُسُوماً﴾ أي حسمت الخير عن أهلها. واختلف في أولها، فقيل : غداة يوم الأحد، قاله السدي. وقيل : غداة يوم الجمعة، قال الربيع بن أنس. وقيل : غداة يوم الأربعاء، قاله يحيى بن سلام ووهب بن منبه. قال وهب : وهذه الأيام هي التي تسميها العرب أيام العجوز، ذات برد وريح شديدة، وكان أولها يوم الأربعاء وأخرها يوم الأربعاء ؛ ونسبت إلى العجوز لأن عجوزا من عاد دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها في اليوم الثامن. وقيل : سميت أيام العجوز لأنها وقعت في عجز الشتاء. وهي في آذار من أشهر السريانيين. ولها أسام مشهورة، وفيها يقول الشاعر وهو ابن أحمر :
كُسِع الشتاء بسبعة غبرِ... أيام شهلتنا من الشهر
فإذا انقضت أيامها ومضت... صِنٌّ وصَنَّبْر مع الوبر
وبآمر وأخيه مؤتمر... ومعَلِّل وبمطفئ الجمر
ذهب الشتاء موليا عجلا... وأتتك واقدة من النجْر
و ﴿حُسُوماً﴾ نصب على الحال. وقيل على المصدر. قال الزجاج : أي تحسمهم حسوما أي تفنيهم، وهو مصدر مؤكد. ويجوز أن يكون مفعولا له ؛ أي سخرها عليهم هذه المدة للاستئصال ؛ أي لقطعهم واستئصالهم. ويجوز أن يكون جمع حاسم. وقرأ السدي ﴿حُسُوماً﴾ بالفتح، حالا من الريح ؛ أي سخرها عليهم مستأصلة.


الصفحة التالية
Icon