وقيل : أطوارا أي أنواعا : صحيحا وسقيما، وبصيرا وضريرا، وغنيا وفقيرا. وقيل : إن "أطوارا" أختلافهم في الأخلاق والأفعال.
الآية :[١٥] ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾
الآية :[١٦] ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً﴾
قوله تعالى :﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ ذكر لهم دليلا آخر ؛ أي ألم تعلموا أن الذي قدر على هذا، فهو الذي يجب أن يعبد ومعنى " طِبَاقاً " بعضها فوق بعض، كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب ؛ قاله ابن عباس والسدي. وقال الحسن : خلق الله سبع سموات طباقا على سبع أرضين، بين كل أرض وأرض، وسماء وسماء خلق وأمر. وقوله :﴿ أَلَمْ تَرَوْا ﴾ على جهة الإخبار لا المعاينة ؛ كما تقول : ألم ترني كيف صنعت بفلان كذا. و ﴿طِبَاقاً﴾ نصب على أنه مصدر ؛ أي مطابقة طباقا. أو حال بمعنى ذات طباق ؛ فحذف ذات وأقام طباقا مقامه. ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً﴾ أي في سماء الدنيا ؛ كما يقال : أتاني بنو تميم وأتيت بني تميم والمراد بعضهم ؛ قاله الأخفش. قال ابن كيسان : إذا كان في إحداهن فهو فيهن. وقال قطرب :﴿ فِيهِنَّ ﴾ بمعنى معهن ؛ وقاله الكلبي. أي خلق الشمس والقمر مع خلق السموات والأرض. وقال جلة أهل اللغة في قول امرئ القيس :

وهل ينعمن من كان أخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
"في" بمعنى مع. النحاس : وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال : جواب النحويين أنه إذا جعله في إحداهن فقد جعله فيهن ؛ كما تقول : أعطني الثياب المعلمة وإن كنت إنما أعلمت أحدها. وجواب آخر : أنه يروى أن وجه القمر إلى السماء، وإذا كان إلى داخلها فهو متصل بالسموات، ومعنى ﴿نُوراً﴾ أي لأهل الأرض ؛ قاله السدي.


الصفحة التالية
Icon