﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ أي أعمال نسكهم التي ألزموها أنفسهم بإحرامهم بالحج. وهذا يقوي قول قتادة.
وأن النذر يندرج فيه ما التزمه المرء بإيمانه من امتثال أمر الله ؛ قال القشيري.
وروى أشهب عن مالك أنه قال :"يوفون بالنذر" هو نذر العتق والصيام والصلاة.
وروى عنه أبو بكر بن عبدالعزيز قال مالك. "يوفون بالنذر" قال : النذر : هو اليمين.
قوله تعالى :﴿وَيَخَافُونَ﴾ أي يحذرون ﴿يَوْماً﴾ أي يوم القيامة. ﴿كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ أي عاليا داهيا فاشيا وهو في اللغة ممتدا ؛ والعرب تقول : استطار الصدع في القارورة والزجاجة واستطال : إذا امتد ؛ قال الأعشى :

وبانت وقد أسأرت في الفؤاد صدعا على نأيها مستطيرا
ويقال : استطار الحريق : إذا انتشر. واستطار الفجر إذا انتشر الضوء.
وقال حسان :
وهان على سراء بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
وكان قتادة يقول : استطار والله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض.
وقال مقاتل : كان شره فاشيا في السموات فانشقت، وتناثرت الكواكب، وفزعت الملائكة، وفي الأرض نسفت الجبال وغارت المياه.
قوله تعالى :﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ قال ابن عباس ومجاهد : على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له. وقال الداراني : على حب الله. وقال الفضيل بن عياض : على حب إطعام الطعام. وكان الربيع بن خيثم إذا جاءه السائل قال : أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر. ﴿مِسْكِيناً﴾ أي ذا مسكنة. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : هو الطواف يسألك مالك﴿وَيَتِيماً﴾ أي من يتامى المسلمين. وروى منصور عن الحسن : أن


الصفحة التالية
Icon