أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته ؛ لأن البخس النقصان"
والرهق : العدوان وغشيان المحارم ؛ قال الأعشى :
| لا شيء ينفعني من دون رؤيتها | هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا |
قوله تعالى :﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ﴾ أي وأنا بعد استماع القرآن مختلفون، فمنا من أسلم ومنا من كفر. والقاسط : الجائر، لأنه عادل عن الحق، والمقسط : العادل ؛ لأنه عادل إلى الحق ؛ يقال : قسط : أي جار، وأقسط : إذا عدل ؛ قال الشاعر :
| قوم هم قتلوا ابن هند عنوة | عمرا وهم قسطوا على النعمان |
١٦- ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾.
١٧- ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً﴾
قوله تعالى :﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ﴾ هذا من قول الله تعالى. أي لو آمن هؤلاء الكفار لوسعنا عليهم في الدنيا وبسطنا لهم في الرزق. وهذا محمول على الوحي ؛ أي أوحى إلي أن لو استقاموا. ذكر ابن بحر : كل ما في هذه السورة من "إن" المكسورة المثقلة فهي حكاية لقول الجن الذين استمعوا القرآن، فرجعوا إلى قومهم منذرين، وكل ما فيها من