في سورة "النحل" هذا المعنى، عند قوله تعالى :﴿أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾ مستوفى. وقد كان ذوو الشرف منهم يمتنعون من هذا، ويمنعون منه، حتى افتخر به الفرزدق، فقال :
ومنا الذي منع الوائدات | فأحيا الوئيد فلم يوأَد |
سميتها إذ ولدت تموت | والقبر صهر ضامن زميت |
وقوله تعالى :﴿سُئِلَتْ﴾ سؤال الموؤودة سؤال توبيخ لقاتلها، كما يقال للطفل إذا ضرب : لم ضربت ؟ وما ذنبك ؟ قال الحسن : أراد الله أن يوبخ قاتلها ؛ لأنها قتلت بغير ذنب. وقال ابن أسلم : بأي ذنب ضربت، وكانوا يضربونها. وذكر بعض أهل العلم في قوله تعالى :﴿سُئِلَتْ﴾ قال : طلبت ؛ كأنه يريد كما يطلب بدم القتيل. قال : وهو كقوله :﴿وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً﴾ أي مطلوبا. فكأنها طلبت منهم، فقيل أين أولادكم ؟ وقرأ الضحاك وأبو الضحا عن جابر بن زيد وأبي صالح "وإذا الموؤودة سألت" فتتعلق الجارية بأبيها، فتقول : بأي ذنب