﴿وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً﴾ يعني إلى مدة آجالهم. قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة بدر. وقيل :"وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً" يعني إلى مدة الدنيا.
١٢- ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً﴾.
١٣- ﴿وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً﴾.
١٤- ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً﴾
قوله تعالى :﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً﴾ الأنكال : القيود. عن الحسن ومجاهد وغيرهما. واحدها نكل، وهو ما منع الإنسان من الحركة. وقيل : سمى نكلا، لأنه ينكل به. قال الشعبي : أترون أن الله تعالى جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا ؟ لا والله! ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا استفلت بهم.
وقال الكلبي : الأنكال : الأغلال، والأول أعرف في اللغة ؛ ومنه قول الخنساء :
دعاك فقطعت أنكاله... وقد كن قبلك لا تقطع
وقيل : إنه أنواع العذاب الشديد ؛ قاله مقاتل. وقد جاء أن النبي ﷺ قال :"إن الله يحب النكل على النكل" بالتحريك، قال الجوهري. قيل : وما النكل ؟ قال :"الرجل القوي المجرب، على الفرس القوي المجرب" ذكره الماوردي قال : ومن ذلك سمي القيد نكلا لقوته، وكذلك، الغل، وكل عذاب قوي فاشتد، والجحيم النار المؤججة.﴿وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ﴾ أي غير سائغ ؛ يأخذ بالحلق، لا هو نازل ولا هو خارج، وهو الغسلين والزقوم والضريع ؛ قاله ابن عباس. وعنه أيضا : انه شوك يدخل الحلق، فلا ينزل ولا يخرج. وقال الزجاج : أي طعامهم الضريع ؛ كما قال :﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ وهو شوك كالعوسج. وقال مجاهد : هو الزقوم، كما قال :﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾. والمعنى واحد. وقال حمران بن أعين : قرأ النبي ﷺ ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً. وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ﴾


الصفحة التالية
Icon