وفي : متقاربة في مثل هذا الموضع ؛ قال الله تعالى :﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ أي في يوم القيامة. وقيل :"به" أي بالأمر أي السماء منفطر بما يجعل الولدان شيبا. وقيل : منفطر بالله، أي بأمره، وقال أبو عمرو بن العلاء : لم يقل منفطرة ؛ لأن مجازها السقف ؛ تقول : هذا سماء البيت ؛ قال الشاعر :

فلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالسماء وبالسحاب
وفي التنزيل :﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً﴾. وقال الفراء : السماء يذكر ويؤنث. وقال أبو علي : هو من باب الجراد المنتشر، والشجر الأخضر، و ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾. وقال أبو علي أيضا : أي السماء ذات انفطار ؛ كقولهم : امرأة مرضع، أي ذات إرضاع، فجرى على طريق النسب. ﴿كَانَ وَعْدُهُ﴾ أي بالقيامة والحساب والجزاء ﴿مَفْعُولاً﴾ كائنا لا شك فيه ولا خلف. وقال مقاتل : كان وعده بأن يظهر دينه على الدين كله.
قوله تعالى :﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ﴾ يريد هذه السورة أو الآيات عظة. وقيل : آيات القرآن، إذ هو كالسورة الواحدة. ﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ﴾ أي من أراد أن يؤمن ويتخذ بذلك إلى ربه ﴿سَبِيلاً﴾ أي طريقا إلى رضاه ورحمته فليرغب، فقد أمكن له ؛ لأنه أظهر له الحجج والدلائل. ثم قيل : نسخت بآية السيف، وكذلك قوله تعالى :﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ قال الثعلبي : والأشبه أنه غير منسوخ.
٢٠- {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ


الصفحة التالية
Icon