وقال :

ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض المسافر غران
أي أنفس بني عوف. ومن ذهب إلى القول الرابع قال : تأويل الآية وجسمك فطهر ؛ أي عن المعاصي الظاهرة. ومما جاء عن العرب في الكناية عن الجسم بالثياب قول ليلى، وذكرت إبلا :
رموها بأثياب خفاف فلا ترى لها شبها إلا النعام المنفرا
أي ركبوها فرموها بأنفسهم. ومن ذهب إلى القول الخامس قال : تأويل الآية وأهلك فطهرهم من الخطايا بالوعظ والتأديب ؛ والعرب تسمي الأهل ثوبا ولباسا وإزارا ؛ قال الله تعالى :﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ الماوردي : ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما : معناه ونساءك فطهر، باختيار المؤمنات العفائف. الثاني : الاستمتاع بهن في القبل دون الدبر، في الطهر لا في الحيض. حكاه ابن بحر. ومن ذهب إلى القول السادس قال : تأويل الآية وخلقك فحسن قاله الحسن والقرظي ؛ لأن خلق الإنسان مشتمل على أحواله اشتمال ثيابه على نفسه. وقال الشاعر :
ويحيى لا يلام بسوء خلق ويحيى طاهر الأثواب حر
أي حسن الأخلاق. ومن ذهب إلى القول السابع قال : تأويل الآية ودينك فطهر. وفي الصحيحين عنه عليه السلام قال :"ورأيت الناس وعليهم ثياب، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، ورأيت عمر بن الخطاب وعليه إزار يجره". قالوا : يا رسول الله فما أولت ذلك ؟ قال :"الدين". وروى ابن وهب عن مالك أنه قال : ما يعجبني أن أقرأ القرآن إلا في الصلاة والمساجد لا في الطريق، قال الله تعالى :﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ يريد مالك أنه كنى عن الثياب بالدين. وقد روى عبدالله بن نافع عن أبي بكر بن عبدالعزيز بن عبدالله


الصفحة التالية
Icon