يعني الإبل. وسميت العاديات لاشتقاقها من العدو، وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي. وقال آخر :

رأى صاحبي في العاديات نجيبة وأمثالها في الواضعات القوامس
ومن قال هي الإبل فقوله ﴿ضَبْحاً﴾ بمعنى ضبعا ؛ فالحاء عنده مبدلة من العين ؛ لأنه يقال : ضبعت الإبل وهو أن تمد أعناقها في السير. وقال المبرد : الضبع مد أضباعها في السير. والضبح أكثرها ما يستعمل في الخيل. والضبع في الإبل. وقد تبدل الحاء من العين. أبو صالح : الضبح من الخيل : الحمحمة، ومن الإبل التنفس. وقال عطاء : ليس شيء من الدواب يضبح إلا الفرس والثعلب والكلب ؛ وروي عن ابن عباس. وقد تقدم عن أهل اللغة أن العرب تقول : ضبح الثعلب ؛ وضبح في غير ذلك أيضا. قال توبة :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر ضابح
زقا الصدى يزقو زقاء : أي صاح. وكل زاق صائح. والزقية : الصيحة.
قوله تعالى :﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾ قال عكرمة وعطاء والضحاك : هي الخيل حين توري النار بحوافرها، وهي سنابكها ؛ وروي عن ابن عباس. وعنه أيضا : أورت بحوافرها غبارا. وهذا يخالف سائر ما روي عنه في قدح النار ؛ وإنما هذا في الإبل. وروى ابن نجيح عن مجاهد ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾ قال قال ابن عباس : هو في القتال وهو في الحج. ابن مسعود : هي الإبل تطأ الحصى، فتخرج منها النار. وأصل القدح الاستخراج ؛


الصفحة التالية
Icon