واختار هذا القول النحاس، قال : ومنه قوله تعالى ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾ وقال مقاتل ضد هذا الكلام : إن الهمزة : الذي يغتاب بالغيبة، واللمزة : الذي يغتاب في الوجه. وقال قتادة ومجاهد : الهمزة : الطعان في الناس، واللمزة : الطعان في أنسابهم. وقال ابن زيد الهامز : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة : الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم. وقال سفيان الثوري يهمز بلسانه، ويلمز بعينيه. وقال ابن كيسان : الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ، واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه، ويشير بعينه ورأسه وبحاجبيه. وقال مرة : هما سواء ؛ وهو القتات الطعان للمرء إذا غاب. وقال زياد الأعجم :
تدلي بودي إذا لاقيتني كذبا | وإن أغيب فأنت الهامز اللمزة |
إذا لقيتك عن سخط تكاشرني | وإن تغيبت كنت الهامز اللمزة |
ومن همزنا رأسه تهشما
وقيل : أصل الهمز واللمز : الدفع والضرب. لمزه يلمزا : إذا ضربه ودفعه. وكذلك همزه : أي دفعه وضربه. قال الراجز :
ومن همزنا عزه تبركعا | على أسته زوبعة أو زوبعا |