السماء والأرض، ليرى ولي اللّه ملكه حوله. ﴿وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ﴾ أي أباريق وأوان. والإبريق : هو ماله عروة وخرطوم. والكوب : إناء ليس له عروة ولا خرطوم. وقد تقدم هذا في سورة "الزخرف" وغيرها. ﴿وَنَمَارِقُ﴾ أي وسائد، الواحدة نمرقة. ﴿مَصْفُوفَةٌ﴾ أي واحدة إلى جنب الأخرى. قال الشاعر :
وإنا لنجري الكأس بين شروبنا | وبين أبي قابوسَ فوق النمارق |
كهول وشبان حسان وجوهم | على سرر مصفوفة ونمارق |
قلت : هذا أصوب، فهي كثيرة متفرقة. ومنه ﴿وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾. وقال أبو بكر الأنباري : وحدثنا أحمد بن الحسين، قال حدثنا حسين بن عرفة، قال حدثنا عمار بن محمد، قال : صليت خلف منصور بن المعتمر، فقرأ :"هل أتاك حديث الغاشية"، وقرأ فيها :﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ : متكئين فيها ناعمين.
١٧- ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾
قال المفسرون : لما ذكر اللّه عز وجل أمر أهل الدارين، تعجب الكفار من ذلك، فكذبوا وأنكروا ؛ فذكرهم اللّه صنعته وقدرته ؛ وأنه قادر على كل شيء، كما خلق الحيوانات والسماء والأرض. ثم ذكر الإبل أولا، لأنها كثيرة في العرب، ولم يروا الفيلة، فنبههم جل