إلا له وقيل : الأتقى، وجعل مختصا بالجنة، كأن الجنة لم تخلق إلا له وقيل : هما أبو جهل أو أمية بن خلف. وأبو بكر رضي اللّه عنه.
١٧- ﴿سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى﴾
١٨- ﴿الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾
قوله تعالى :﴿سَيُجَنَّبُهَا﴾ أي يكون بعيدا منها. ﴿الْأَتْقَى﴾ أي المتقي الخائف. قال ابن عباس : هو أبو بكر رضي اللّه عنه، يزحزح عن دخول النار. ثم وصف الأتقى فقال :"الذي يؤتي ماله يتزكى" أي يطلب أن يكون عند اللّه زاكيا، ولا يطلب بذلك رياء ولا سمعة، بل يتصدق به مبتغيا به وجه اللّه تعالى. وقال بعض أهل المعاني : أراد بقوله ﴿الْأَتْقَى﴾ و ﴿الْأَشْقَى﴾ أي التقي والشقي ؛ كقول طرفة :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت | فتلك سبيل لست فيها بأوحد |
١٩- ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى﴾
٢٠- ﴿إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾
٢١- ﴿وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾
قوله تعالى :﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى﴾ أي ليس يتصدق ليجازي على نعمة، إنما يبتغي وجه ربه الأعلى، أي المتعالي ﴿وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ أي بالجزاء. فروى عطاء والضحاك عن ابن عباس قال : عذب المشركون بلالا، وبلال يقول أحد أحد ؛ فمر به النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال :"أحد - يعني اللّه تعالى – ينجيك" ثم قال لأبي بكر :"يا أبا بكر إن بلالا يعذب في اللّه" فعرف أبو بكر الذي يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فانصرف إلى منزله، فأخذ رطلا من ذهب، ومضى به إلى أمية بن خلف، فقال له : أتبيعني بلالا ؟ قال : نعم ؛ فاشتراه فأعتقه. فقال المشركون : ما أعتقه أبو بكر إلا ليد كانت له عنده ؛ فنزلت ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ﴾ أي عند أبي بكر ﴿مِنْ نِعْمَةٍ﴾، أي من يد ومنة، ﴿تُجْزَى﴾ بل