الحلف والعهد نفسه يمينا. وقيل : يمين فعيل من اليمن، وهو البركة، سماها الله تعالى بذلك لأنها تحفظ الحقوق. ويمين تذكر وتؤنث، وتجمع أيمان وأيمن، قال زهير :
فتجمع أيمن منا ومنكم
قوله تعالى :﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ مثل قوله :﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ﴾ [المائدة : ٨٩]. وهناك يأتي الكلام فيه مستوفى، إن شاء الله تعالى. وقال زيد بن أسلم : قوله تعالى :﴿ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم﴾ هو في الرجل يقول : هو مشرك إن فعل، أي هذا اللغو، إلا أن يعقد الإشراك بقلبه ويكسبه. و ﴿غفور حليم﴾ صفتان لائقتان بما ذكر من طرح المؤاخذة، إذ هو باب رفق وتوسعة.
*٣*الآيتان : ٢٢٦ - ٢٢٧ ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، ﴿وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
فيه أربع وعشرون مسألة :
الأولى :- قوله تعالى :﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ﴾ "يؤلون" معناه يحلفون، والمصدر إيلاء وألية وألوة وإلوة. وقرأ أبي وابن عباس "للذين يقسمون". ومعلوم أن "يقسمون" تفسير "يؤلون". وقرئ "للذين آلوا" يقال : آلى يؤلي إيلاء، وتألى تأليا، وائتلى ائتلاء، أي حلف، ومنه ﴿وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ﴾، وقال الشاعر :
فآليت لا أنفك أحدو قصيدة | تكون وإياها بها مثلا بعدي |
قليل الألايا حافظ ليمينه | وإن سبقت منه الألية برت |
ألية باليعملات يرتمي...
بها النجاء بين أجواز الفلا