والوسطى تأنيث الأوسط. ووسط الشيء خيره وأعدله ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾ [البقرة : ١٤٣] وقد تقدم. وقال أعرابي يمدح النبي ﷺ :
يا أوسط الناس طرا في مفاخرهم | وأكرم الناس أما برة وأبا |
الثانية :- واختلف الناس في تعيين الصلاة الوسطى على عشرة أقوال :
الأول : أنها الظهر ؛ لأنها وسط النهار على الصحيح من القولين أن النهار أوله من طلوع الفجر كما تقدم، وإنما بدأنا بالظهر لأنها أول صلاة صليت في الإسلام. وممن قال أنها الوسطى زيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن عمر وعائشة رضي الله عنهم. ومما يدل على أنها وسطى ما قالته عائشة وحفصة حين أملتا "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" بالواو. وروي أنها كانت أشق على المسلمين ؛ لأنها كانت تجيء في الهاجرة وهم قد نفهتهم أعمالهم في أموالهم. وروى أبو داود عن زيد قال : كان رسول الله ﷺ يصلي الظهر بالهاجرة ولم تكن تصلى صلاة أشد على أصحاب رسول الله ﷺ منها، فنزلت :﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى﴾ وقال : إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين. وروى مالك في موطئه وأبو داود الطيالسي في مسنده عن زيد بن ثابت قال : الصلاة الوسطى صلاة الظهر ؛ زاد الطيالسي : وكان رسول الله ﷺ يصليها بالهجير.