مردود. قال الجوهري : والطاغوت الكاهن والشيطان وكل رأس في الضلال، وقد يكون واحداً قال الله تعالى :﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾ [النساء : ٦٠]. وقد يكون جمعا قال الله تعالى :﴿أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ﴾ [البقرة ٢٥٧] والجمع الطواغيت. ﴿ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ عطف. ﴿ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ جواب الشرط، وجمع الوُثْقى الوُثْق مثل الفُضْلى والفُضْل ؛ فالوثقى فعلى من الوثاقة، وهذه الآية تشبيه. واختلف عبارة المفسرين في الشيء المشبه به ؛ فقال مجاهد : العروة الإيمان. وقال السدي : الإسلام. وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك ؛ لا إله إلا الله ؛ وهذه عبارات ترجع إلى معنىً واحد. ثم قال :﴿لا انْفِصَامَ لَهَا﴾ قال مجاهد : أي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أي لا يزيل عنهم اسم الإيمان حتى يكفروا. والانفصام : الانكسار من غير بينونة. والقصم : كسر ببينونة ؛ وفي صحيح الحديث "فيفصم عنه الوحي وإن جبينه ليتفصد عرقا" أي يقلع. قال الجوهري : فصم الشيء كسره من غير أن يبين، تقول : فصمته فانفصم ؛ قال الله تعالى :﴿لا انْفِصَامَ لَهَا﴾ وتفصم مثله ؛ قال ذو الرمة يذكر غزالا يشبهه بدُمْلُج فضة :

كأنه دملج من فضة نبه في ملعب من جواري الحي مفصوم
وإنما جعله مفصوما لتثنيه وانحنائه إذا نام. ولم يقل "مقصوم" بالقاف فيكون بائنا باثنين. وافْصم المطر : أقلع. وأفصمت عنه الحمى. ولما كان الكفر بالطاغوت والإيمان بالله مما ينطق به اللسان ويعتقده القلب حسن في الصفات ﴿سَمِيعٌ﴾ من أجل النطق ﴿عليم﴾ من أجل المعتقد.
*٣*الآية : ٢٥٧ ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾


الصفحة التالية
Icon