واعتكاف، قاله الأصم. وقال ابن عباس وأبو رزين :"من قبل الطهر لا من قبل الحيض"، وقاله الضحاك. وقال محمد بن الحنفية : المعنى من قبل الحلال لا من قبل الزنى.
الرابعة عشرة :- قوله تعالى :﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ اختلف فيه، فقيل : التوابون من الذنوب والشرك. والمتطهرون أي بالماء من الجنابة والأحداث، قاله عطاء وغيره. وقال مجاهد : من الذنوب، وعنه أيضا : من إتيان النساء في أدبارهن. ابن عطية : كأنه نظر إلى قوله تعالى حكاية عن قوم لوط :﴿أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [الأعراف : ٨٢]. وقيل : المتطهرون الذين لم يذنبوا. فإن قيل : كيف قدم بالذكر الذي أذنب على من لم يذنب، قيل : قدمه لئلا يقنط التائب من الرحمة ولا يعجب المتطهر بنفسه، كما ذكر في آية أخرى :﴿فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات﴾ [الملائكة : ٣٢] على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
*٣*الآية : ٢٢٣ ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
فيه ست مسائل :
الاولى :- قوله تعالى :﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾ روى الأئمة واللفظ للمسلم عن جابر بن عبدالله قال :"كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول"، فنزلت الآية ﴿{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ زاد في رواية عن الزهري : إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير إن ذلك في صمام واحد. ويروى : في سمام واحد بالسين، قاله الترمذي. وروى البخاري عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة "البقرة" حتى انتهى إلى مكان قال : أتدري فيم أنزلت ؟ قلت : لا، قال : نزلت في كذا وكذا، ثم مضى. وعن