أكمل، والصواب أبو عبدالله لا عبدالله، وهو مما وهم فيه مالك، واسمه عبدالرحمن بن عسيلة تابعي شامي كبير لإدراكه أول خلافة أبي بكر ؛ قال أبو عبدالله الصنابحي : قدمت مهاجرا إلى النبي ﷺ من اليمن فلما وصلنا الجحفة إذا براكب قلنا له ما الخبر ؟ قال : دفنا رسول الله ﷺ منذ ثلاثة أيام. وهذه الأحاديث وما كان في معناها من حديث عمرو بن عبسة وغيره تفيدك أن المراد بها كون الوضوء مشروعا عبادة لدحض الآثام ؛ وذلك يقتضي افتقاره إلى نية شرعية ؛ لأنه شرع لمحو الإثم ورفع الدرجات عند الله تعالى.
الثانية والثلاثون- قوله تعالى :﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾ أي من ضيق في الدين ؛ دليله قوله تعالى :﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ و ﴿من﴾ صلة أي ليجعل عليكم حرجا. ﴿ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ﴾ أي من الذنوب كما ذكرنا من حديث أبي هريرة والصنابحي. وقيل : من الحدث والجنابة. وقيل : لتستحقوا الوصف بالطهارة التي يوصف بها أهل الطاعة. وقرأ سعيد بن المسيب ﴿ لِيُطْهِرَكُمْ ﴾ والمعنى واحد، كما يقال : نجاه وأنجاه. ﴿ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾ أي بالترخيص في التيمم عند المرض والسفر. وقيل : بتبيان الشرائع. وقيل : بغفران الذنوب ؛ وفي الخبر "تمام النعمة دخول الجنة والنجاة من النار" ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ أي لتشكروا نعمته فتقبلوا على طاعته.
٧- ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
قوله تعالى :﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ ﴾ قيل : هو الميثاق الذي في قوله عز وجل :﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ﴾ ؛ قال مجاهد وغيره. ونحن وإن لم نذكره فقد أخبرنا الصادق به، فيجوز أن نؤمر بالوفاء به. وقيل : هو خطاب لليهود بحفظ ما أخذ عليهم في التوراة ؛ والذي عليه الجمهور من المفسرين كابن عباس والسدي


الصفحة التالية
Icon