﴿يَبْحَثُ﴾ معناه يفتش التراب بمنقاره ويثيره. ومن هذا سميت سورة ﴿بَرَاءَةٌ﴾ البحوث ؛ لأنها فتشت عن المنافقين ؛ ومن ذلك قول الشاعر :
إن الناس غطوني تغطيت عنهم | وإن بحثوني كان فيهم مباحث |
فكانت كعنز السوء قامت برجلها | إلى مدية مدفونة تستثيرها |
الثالثة- ويستحب في القبر سعته وإحسانه ؛ لما رواه ابن ماجة عن هشام بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :"احفروا وأوسعوا وأحسنوا" وروي عن الأدرع السلمي قال : جئت ليلة أحرس النبي ﷺ ؛ فإذا رجل قراءته عالية، فخرج النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله : هذا مراء ؛ قال : فمات بالمدينة ففرغوا من جهازه فحملوا نعشه، فقال رسول الله ﷺ :"ارفقوا به رفق الله به إنه كان يحب الله ورسوله". قال : وحضر حفرته فقال :"أوسعوا له وسع الله عليه" فقال بعض أصحابه : يا رسول الله لقد حزنت عليه ؟ فقال :"أجل إنه كان يحب الله ورسوله" ؛ أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب. عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي سعيد.