الجبل الذي أنزل عليه فقال شيث لجبريل عليهما السلام :"صل على آدم" فقال له جبريل عليه السلام : تقدم أنت فصل على أبيك وكبر عليه ثلاثين تكبيرة فأما خمس فهي الصلاة وخمس وعشرون تفضيلا لآدم. وقيل : كبر عليه أربعا فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليها حافظا لا يقربه أحد من بني قابيل وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث وكان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاثين سنة. ويقال : هل في الآية دليل على أن الجواهر من جنس واحد ؟ الجواب نعم لأنه إذا جاز أن ينقلب الطين إنسانا حيا قادرا عليما جار أن ينقلب إلى كل حال من أحواله الجواهر لتسوية العقل بين ذلك في الحكم وقد صح انقلاب الجماد إلى الحيوان بدلالة هذه الآية.
قوله تعالى :﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً﴾ مفعول. ﴿وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ﴾ ابتداء وخبر قال الضحاك :﴿أَجَلاً﴾ في الموت ﴿وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ﴾ أجل القيامة فالمعنى على هذا : حكم أجلا وأعلمكم أنكم تقيمون إلى الموت ولم يعلمكم بأجل القيامة. وقال الحسن ومجاهد وعكرمة وخصيف وقتادة وهذا لفظ الحسن : قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى أن تموت ﴿وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ﴾ يعني الآخرة. وقيل :﴿قَضَى أَجَلاً﴾ ما أعلمناه من أنه لا نبي بعد محمد ﷺ ﴿وَأَجَلٌ مُسَمّىً﴾ من الآخرة وقيل :﴿قَضَى أَجَلاً﴾ مما نعرفه من أوقات الأهلة والزرع وما أشبههما ﴿وَأَجَلٌ مُسَمّىً﴾ أجل الموت لا يعلم الإنسان متى يموت وقال ابن عباس ومجاهد : معنى الآية ﴿قَضَى أَجَلاً﴾ بقضاء الدنيا، ﴿وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ﴾ لابتداء الآخرة. وقيل : الأول قبض الأرواح في النوم والثاني قبض الروح عند الموت عن ابن عباس أيضا.
قوله تعالى :﴿ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ ابتداء وخبر أي تشكون في أنه إله واحد وقيل : تمارون في ذلك أي تجادلون جدال الشاكين والتماري المجادلة على مذهب الشك ومنه قوله تعالى :﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى﴾.


الصفحة التالية
Icon