حذف الثانية. وفي الكلام معنى الشرط والمجازاة ؛ أي من تبعك عذبته. ولو قلت : من تبعك أعذبه لم يجز ؛ إلا أن تريد لأعذبه. وقرأ عاصم من رواية أبي بكر بن عياش ﴿لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾ بكسر اللام. وأنكره بعض النحويين. قال النحاس : وتقديره - والله أعلم - من أجل من تبعك. كما يقال : أكرمت فلانا لك. وقد يكون المعنى : الدحر لمن تبعك. ومعنى ﴿مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ أي منكم ومن بني آدم ؛ لأن ذكرهم قد جرى إذ قال :﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ﴾ [الأعراف : ١١]. خاطب ولد آدم.
الآية : ١٩ ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
قال لآدم بعد إخراج إبليس من موضعه من السماء : اسكن أنت وحواء الجنة. وقد تقدم في البقرة معنى الإسكان، فأغنى عن إعادته. وقد تقدم معنى ﴿وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ [البقرة : ٣٥] هناك. والحمد لله.
الآية : ٢٠ ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾
قوله تعالى :﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾ أي إليهما. قيل : داخل الجنة بإدخال الحية إياه وقيل : من خارج، بالسلطنة التي جعلت له. والوسوسة : الصوت الخفي. والوسوسة : حديث النفس ؛ يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا "بكسر الواو". والوسواس "بالفتح" : اسم، مثل الزلزال. ويقال لهمس الصائد والكلاب وأصوات الحلى : وسواس. قال الأعشى :


الصفحة التالية
Icon