قال امرؤ القيس :
تقول وقد مال الغبيط بنا معا | عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل |
أي جرحته وأدبرته قال القشيري : العقر كشف عرقوب البعير ؛ ثم قيل للنحر عقر ؛ لأن العقر سبب النحر في الغالب. وقد اختلف في عاقر الناقة على أقوال. أصحها ما في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن زمعة قال ؛ خطب رسول الله ﷺ فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال :"إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة" وذكر الحديث. وقيل في اسمه : قدار بن سالف. وقيل : إن ملكهم كان إلى امرأة يقال لها ملكي، فحسدت صالحا لما مال إليه الناس، وقالت لامرأتين كان لهما خليلان يعشقانهما : لا تطيعاهما واسألاهما عقر الناقة ؛ ففعلتا. وخرج الرجلان وألجآ الناقة إلى مضيق ورماها أحدهما بسهم وقتلاها. وجاء السقب وهو ولدها إلى الصخرة التي خرجت الناقة منها فرغا ثلاثا وانفرجت الصخرة فدخل فيها. ويقال : إنه الدابة التي تخرج في آخر الزمان على الناس ؛ على ما يأتي بيانه في "النمل". وقال ابن إسحاق : أتبع السقب أربعة نفر ممن كان عقر الناقة، مصدع وأخوه ذؤاب. فرماه مصدع بسهم فانتظم قلبه، ثم جره برجله فألحقه بأمه، وأكلوه معها. والأول أصح ؛ فإن صالحا قال لهم : إنه بقي من عمركم ثلاثة أيام، ولهذا رغا ثلاثا. وقيل : عقرها عاقرها ومعه ثمانية رجال، وهم الذين قال الله فيهم :
﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾ [النمل : ٤٨] على ما يأتي بيانه في "النمل". وهو معنى قوله
﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾. [القمر : ٢٩]. وكانوا يشربون فأعوزهم الماء ليمزجوا شرابهم، وكان يوم لبن الناقة، فقام أحدهم وترصد الناس وقال : لأريحن الناس منها ؛ فعقرها.
قوله تعالى :
﴿وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾ أي استكبروا. عتا يعتو عتوا أي استكبر. وتعتى فلان إذا لم يطع. والليل العاتي : الشديد الظلمة ؛ عن الخليل.