دعاء، أي لا رب استجب لي. وقيل : دعا هارون مع موسى أيضا. وقال أهل المعاني : ربما خاطبت العرب الواحد بخطاب الاثنين ؛ قال الشاعر :
فقلت لصاحبي لا تعجلانا | بنزع أصوله فاجتز شيحا |
قوله تعالى :﴿فَاسْتَقِيمَا﴾ قال الفراء وغيره : أمر بالاستقامة. على أمرهما والثبات عليه من دعاء فرعون وقومه إلى الإيمان، إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة. قال محمد بن علي وابن جريح : مكث فرعون وقومه به هذه الإجابة أربعين سنة ثم أهلكوا. وقيل :﴿اسْتَقِيمَا﴾ أي على الدعاء ؛ والاستقامة في الدعاء ترك الاستعجال في حصول المقصود، ولا يسقط الاستعجال من القلب إلا باستقامة السكينة فيه، ولا تكون تلك السكينة إلا بالرضا الحسن لجميع ما يبدو من الغيب. ﴿وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ بتشديد النون في موضع جزم على النهي، والنون للتوكيد وحركت لالتقاء الساكنين واختير لها الكسر لأنها أشبهت نون الاثنين. وقرأ ابن ذكوان بتخفيف النون على النفي. وقيل : هو حال من استقيما ؛ أي استقيما غير متبعين، والمعنى : لا تسلكا طريق من لا يعلم حقيقة وعدي ووعيدي.