والاستباق طلب السبق إلى الشيء ؛ ومنه السباق. والقد القطع، وأكثر ما يستعمل فيما كان طولا ؛ قال النابغة :
تقد السلوقي المضاعف نسجه | وتوقد بالصفاح نار الحباحب |
الثانية : في الآية دليل على القياس والاعتبار، والعمل بالعرف والعادة ؛ لما ذكر من قد القميص مقبلا ومدبرا، وهذا أمر انفرد به المالكية في كتبهم ؛ وذلك أن القميص إذا جبذ من خلف تمزق من تلك الجهة، وإذا جبذ من قدام تمزق من تلك الجهة، وهذا هو الأغلب.
قوله تعالى :﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ أي وجدا العزيز عند الباب، وعني بالسيد الزوج، والقبط يسمون الزوج سيدا. يقال : ألفاه وصادفه ووارطه ووالطه ولاطه كله بمعنى واحد ؛ فلما رأت زوجها طلبت وجها للحيلة وكادت فـ ﴿قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي زنى. ﴿إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ﴾ تقول : يضرب ضربا وجيعا. و"ما جزاء" ابتداء، وخبره ﴿إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ﴾. ﴿أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ عطف على موضع "أن يسجن" لأن المعنى : إلا السجن. ويجوز أو عذابا أليما بمعنى : أو يعذب عذابا أليما ؛ قال الكسائي.