لأن شعاف الجبال. أعاليها ؛ وقد شغف بذلك شغفا بإسكان الغين إذا أولع به ؛ إلا أن أبا عبيدة أنشد بيت امرئ القيس :
لتقتلني وقد شعفت فؤادها | كما شعف المهنوءة الرجل الطالي |
قوله تعالى :﴿إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ أي في هذا الفعل. وقال قتادة :"فتاها" وهو فتى زوجها، لأن يوسف كان عندهم في حكم المماليك، وكان ينفذ أمرها فيه. وقال مقاتل عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : إن امرأة العزيز استوهبت زوجها يوسف فوهبه لها، وقال : ما تصنعين به ؟ قالت : أتخذه ولدا ؛ قال : هو لك ؛ فربته حتى أيفع وفي نفسها منه ما في نفسها، فكانت تنكشف له وتتزين وتدعوه من وجه اللطف فعصمه الله.
قوله تعالى :﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ﴾ أي بغيبتهن إياها، واحتيالهن في ذمها. وقيل : إنها أطلعتهن واستأمنتهن فأفشين سرها، فسمي ذلك مكرا. وقوله :﴿أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ﴾ في الكلام حذف ؛ أي أرسلت إليهن تدعوهن إلى وليمة لتوقعهن فيما وقعت فيه ؛ فقال مجاهد عن ابن عباس : إن امرأة العزيز قالت لزوجها إني أريد أن أتخذ طعاما فأدعو هؤلاء النسوة ؛ فقال لها : افعلي ؛ فاتخذت طعاما، ثم نجدت لهن البيوت ؛ نجدت أي زينت ؛ والنجد ما ينجد