" صفحة رقم ١٦٢ "
وقيل كانوا يأمرون بالصدقة ولا يتصدقون واذا أتوا بصدقات ليفرقوها خانوا فيها
وعن محمد بن واسع بلغني ان ناسا من أهل الجنة اطلعوا على ناس من أهل النار فقالوا لهم قد كنتم تامروننا بأشياء عملناها فدخلنا الجنة
قالوا كنا نامركم بها ونخالف إلى غيرها
) وتنسون أنفسكم (
وتتركونها من البر كالمنسيات
) وأنتم تتلون الكتاب (
تبكيت مثل قوله
) وأنتم تعلمون (
يعني تتلون التوراة وفيها نعت محمد ( ﷺ ) أو فيها الوعيد على الخيانة وترك البر ومخالفة القول العمل
) أفلا تعقلون (
توبيخ عظيم بمعنى أفلا تفطنون لقبح ما أقدمتم عليه حتى يصدكم استقباحه عن ارتكابه وكانكم في ذلك مسلوبو العقول لأن العقول تأباه وتدفعه
ونحوه
) أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ( الأنبياء ٦٧
) واستعينوا (
على حوائجكم إلى الله
" بالصبر والصلواة "
أي بالجمع بينهما وان تصلوا صابرين على تكاليف الصلاة محتملين لمشاقها وما يجب فيها من إخلاص القلب وحفظ النيات ودفع الوساوس ومراعاة الآداب والاحتراس من المكاره مع الخشية والخشوع واستحضار العلم بأنه انتصاب بين يدي جبار السموات ليسأل فك الرقاب عن سخطه وعذابه
ومنه قوله تعالى
) وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ( طه ١٣٢ أو واستعينوا على البلايا والنوائب بالصبر عليها والالتجاء إلى الصلاة عند وقوعها
٤٣ وكان رسول الله ( ﷺ ) ( إذا حزبه امر فزع إلى الصلاة )
وعن ابن عباس أنه نعي إليه اخوه قثم وهو في سفر فاسترجع وتنحى عن الطريق فصلى ركعتين اطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول واستعينوا بالصبر والصلاة وقيل الصبر الصوم لأنه حبس عن المفطرات
ومنه قيل لشهر رمضان شهر الصبر ويجوز ان يراد بالصلاة الدعاء وان يستعان على البلايا بالصبر والالتجاء إلى الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في دفعه
) وإنها (
الضمير للصلاة أو للاستعانة
ويجوز ان يكون لجميع