" صفحة رقم ٤٠٠ "
) وجه النهار (
أوله قال
من كان مسرورا بمقتل مالك
فليأت نسوتنا بوجه نهار
والمعنى أظهروا الايمان بما انزل على المسلمين في اول النهار
) واكفروا (
به في آخره لعلهم يشكون في دينهم ويقولون ما رجعوا وهم اهل كتاب وعلم الا لأمر قد تبين لهم فيرجعون برجوعكم وقيل تواطأ اثنا عشر من احبار يهود خيبر وقال بعضهم لبعض ادخلوا في دين محمد اول النهار من غير اعتقاد واكفروا به آخر النهار وقولوا إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمدا ليس بذلك المنعوت وظهر لنا كذبه وبطلان دينه فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم
وقيل هذا في شأن القبلة لما صرفت إلى الكعبة قال كعب بن الأشرف لأصحابه آمنوا بما انزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة وصلوا اليها في اول النهار ثم اكفروا به في آخره وصلوا إلى الصخرة ولعلهم يقولون هم اعلم منا وقد رجعوا فيرجعون
) ولا تؤمنوا (
متعلق بقوله
) أن يؤتى أحد (
وما بينهما اعتراض أي ولا تظهروا ايمانكم بان يؤتى أحد مثل ما اوتيتم الا لأهل دينكم دون غيرهم
أرادوا اسروا تصديقكم بان المسلمين قد أوتوا من كتب الله مثل ما اوتيتم ولا تفشوه الا إلى أشياعكم وحدهم دون المسلمين لئلا يزيدهم ثباتا ودون المشركين لئلا يدعوهم إلى الاسلام
) أو يحاجوكم عند ربكم (
عطف على ان يؤتى والضمير في يحاجوكم لأحد لأنه في معنى الجمع بمعنى ولا تؤمنوا لغير أتباعكم أن المسلمين يحاجونكم يوم القيامة بالحق ويغالبونكم عند الله تعالى بالحجة
فإن قلت فما معنى الاعتراض قلت معناه ان الهدى هدى الله من شاء ان يلطف به حتى يسلم


الصفحة التالية
Icon