" صفحة رقم ٤٤٩ "
) فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (
أي رأيتموه معاينين مشاهدين له حين قتل بين ايديكم من قتل اخوانكم وأقاربكم وشارفتم ان تقتلوا
وهذا توبيخ لهم على تمنيهم الموت وعلى ما تسببوا له من خروج رسول الله ( ﷺ ) بإلحاحهم عليه ثم انهزامهم عنه وقلة ثباتهم عنده
فإن قلت كيف يجوز تمني الشهادة وفي تمنيها تمني غلبة الكافر المسلم قلت قصد متمني الشهادة إلى نيل كرامة الشهداء لا غير ولا يذهب وهمه إلى ذلك المتضمن كما ان من يشرب دواء الطبيب النصراني قاصد إلى حصول المأمول من الشفاء ولا يخطر بباله ان فيه جر منفعة وإحسان إلى عدو الله وتنفيقا لصناعته
ولقد قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه حين نهض إلى مؤتة وقيل له ردكم الله
لكنني أسأل الرحمن مغفرة
وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة
بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا اذا مروا على جدثي
أرشدك الله من غاز وقد رشدا
آل عمران ١٤٤
٢١٣
آل عمران :( ١٤٤ ) وما محمد إلا.....
لما رمى عبد الله بن قمئة الحارثي رسول الله ( ﷺ ) بحجر فكسر رباعيته وشج وجهه أقبل يريد قتله فذب عنه ( ﷺ ) مصعب بن عمير وهو صاحب الراية يوم بدر ويوم أحد حتى قتله ابن قمئة وهو يرى انه رسول الله ( ﷺ ) فقال قد قتلت محمدا
وصرخ صارخ الا ان محمدا قد قتل وقيل كان الصارخ الشيطان ففشا في الناس خبر قتله فانكفؤا فجعل رسول الله ( ﷺ ) يدعو ( الي عباد الله ) حتى انحازت اليه طائفة من أصحابه فلامهم على هربهم فقالوا يا رسول الله فديناك بآبائنا وامهاتنا أتانا خبر قتلك فرعبت قلوبنا فولينا مدبرين فنزلت
٧٩٤٢ وروي
٢١٤ أنه لما صرخ الصارخ قال بعض المسلمين ليت عبد الله بن أبي يأخذ لنا أمانا من أبي سفيان وقال ناس من المنافقين لو كان نبيا لما قتل ارجعوا إلى إخوانكم


الصفحة التالية
Icon