" صفحة رقم ٤٦٩ "
مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا فقال يا نعيم إني واعدت محمدا ان نلتقي بموسم بدر وان هذا عام جدب ولا يصلحنا الا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن وقد بدا لي ولكن ان خرج محمد ولم اخرج زاده ذلك جراءة فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشر من الإبل فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم ما هذا بالرأي
أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم أحد الا شريدا فتريدون ان تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم فوالله لا يفلت منكم أحد
وقيل
٢٢٧ مر بأبي سفيان ركب من عبد القيس يريدون المدينة للميرة فجعل لهم حمل بعير من زبيب إن ثبطوهم فكره المسلمون الخروج
فقال ( ﷺ ) والذي نفسي بيده لأخرجن ولو لم يخرج معي أحد فخرج في سبعين راكبا وهم يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل
وقيل هي الكلمة التى قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار حتى وافوا بدرا وأقاموا بها ثماني ليال وكانت معهم تجارات فباعوها وأصابوا خيرا ثم انصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين ورجع أبو سفيان إلى مكة فسمى اهل مكة جيشه جيش السويق قالوا إنما خرجتم لتشربوا السويق
فالناس الأولون المثبطون والآخرون أبو سفيان وأصحابه
فإن قلت كيف قيل
) الناس (
إن كان نعيم هو المثبط وحده قلت قيل ذلك لأنه من جنس الناس كما يقال فلان يركب الخيل ويلبس البرود وماله الا فرس واحد وبرد فرد أو لأنه حين قال ذلك لم يخل من ناس من اهل المدينة يضامونه ويصلون جناح كلامه ويثبطون مثل تثبيطه
فإن قلت إلام يرجع المستكن في
) فزادهم (
قلت إلى المقول الذي هو
) إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم (
كأنه قيل قالوا لهم هذا الكلام فزادهم ايمانا أو إلى مصدر قالوا كقولك من صدق كان خيرا له أو إلى الناس اذا أريد به نعيم وحده
فإن قلت كيف زادهم نعيم أو مقوله ايمانا قلت لما لم يسمعوا قوله وأخلصوا عنده النية والعزم على الجهاد واظهروا حمية الاسلام كان ذلك أثبت ليقينهم وأقوى لاعتقادهم كما يزداد الايقان بتناصر الحجج ولأن خروجهم على أثر تثبيطه إلى وجهة العدو طاعة عظيمة والطاعات من جملة الإيمان لأن الإيمان اعتقاد وإقرار وعمل
وعن ابن عمر


الصفحة التالية
Icon