" صفحة رقم ٤٩٥ "
فما هو الا تعليم شريعة لا لغة يعني انه اذا احتلم لم تجر عليه احكام الصغار
فإن قلت فما معنى قوله
" وءاتوا اليتامي اموالهم "
قلت إما ان يراد باليتامى الصغار وبإتيانهم الأموال ان لا يطمع فيها الأولياء والأوصياء وولاة السوء وقضاته ويكفوا عنها أيديهم الخاطفة حتى تاتي اليتامى اذا بلغوا سالمة غير محذوفة وإما ان يراد الكبار تسمية لهم يتامى على القياس أو لقرب عهدهم اذا بلغوا بالصغر كما تسمى الناقة عشراء بعد وضعها
على ان فيه اشارة إلى ان لا يؤخر دفع اموالهم اليهم عن حد البلوغ ولا يمطلوا ان اونس منهم الرشد وان يؤتوها قبل ان يزول عنهم اسم اليتامى والصغار
٢٥٢ وقيل هي في رجل من غطفان كان معه مال كثير لابن اخ له يتيم فلما بلغ طلب المال فمنعه عمه فترافعا إلى النبي ( ﷺ ) فنزلت فلما سمعها العم قال أطعنا الله وأطعنا الرسول نعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع ماله اليه فقال النبي عليه السلام ( ومن يوق شح نفسه ويطع ربه هكذا فإنه يحل داره يعني جنته فلما قبض ألفوا ماله أنفقه في سبيل الله فقال النبي ( ﷺ ) ( ثبت الأجر ثبت الأجر وبقي الوزر ) قالوا يا رسول الله قد عرفنا انه ثبت الأجر كيف بقي الوزر وهو ينفق في سبيل الله فقال ( ثبت أجر الغلام وبقي الوزر على والده
) ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب (
ولا تستبدلوا الحرام وهو مال اليتامى بالحلال وهو مالكم وما ابيح لكم من المكاسب ورزق الله المبثوث في الأرض فتأكلوه مكانه
أو لا تستبدلوا الأمر الخبيث وهو اختزال اموال اليتامى بالأمر الطيب وهو حفظها والتورع منها والتفعل بمعنى الاستفعال غير عزيز
منه التعجل بمعنى الاستعجال والتأخر بمعنى الاستئخار قال ذو الرمة
( فيا كرم السكن الذين تحملوا عن الدار والمستخلف المتبدل )


الصفحة التالية
Icon