" صفحة رقم ٥٠٩ "
فيخافوا على من في حجورهم من اليتامى ويشفقوا عليهم خوفهم على ذريتهم لو تركوهم ضعافا وشفقتهم عليهم وان يقدروا ذلك في انفسهم ويصوروه حتى لا يجسروا على خلاف الشفقة والرحمة
ويجوز ان يكون المعنى وليخشوا على اليتامى من الضياع
وقيل هم الذين يجلسون إلى المريض فيقولون إن ذريتك لا يغنون عنك من الله شيئا فقدم مالك فيستغرقه بالوصايا فامروا بان يخشوا ربهم أو يخشوا على اولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهم على أولاد أنفسهم لو كانوا
ويجوز ان يتصل بما قبله وان يكون امرا بالشفقة للورثة على الذين يحضرون القسمة من ضعفاء أقاربهم واليتامى والمساكين وان يتصوروا انهم لو كانوا اولادهم بقوا خلفهم ضائعين محتاجين
هل كانوا يخافون عليهم الحرمان والخيبة فإن قلت ما معنى وقوع
) لو تركوا (
وجوابه صلة للذين قلت معناه وليخش الذين صفتهم وحالهم انهم لو شارفوا ان يتركوا خلفهم ذرية ضعافا وذلك عند احتضارهم خافوا عليهم الضياع بعدهم لذهاب كافلهم وكاسبهم كما قال القائل
لقد زاد الحياة الي حبا
بناتي انهن من الضعاف
أحاذر ان يرين البؤس بعدي
وان يشربن رنقا بعد صافي
وقرىء ( ضعفاء ) ( وضعافي ) ( وضعافي ) نحو سكارى وسكارى والقول السديد من الأوصياء ان لا يؤذوا اليتامى ويكلموهم كما يكلمون اولادهم بالأدب الحسن والترحيب ويدعوهم بيا بني ويا ولدي ومن الجالسين إلى المريض ان يقولوا له اذا اراد الوصية لا تسرف في وصيتك فتجحف باولادك مثل قول رسول الله ( ﷺ ) لسعد
٢٦٠ ( إنك ان تترك ولدك اغنياء خير من ان تدعهم عالة يتكففون الناس )
وكان الصحابة رضي الله عنهم يستحبون ان لا تبلغ الوصية الثلث وان الخمس أفضل من الربع والربع افضل من الثلث
ومن المتقاسمين ميراثهم ان يلطفوا القول ويجملوه للحاضرين