" صفحة رقم ٥٢ "
واما الشكر فعلى النعمة خاصة وهو بالقلب واللسان والجوارح قال
أفادتكم النعماء مني ثلاثة
يدي ولساني والضمير المحجبا
والحمد باللسان وحده فهو احدى شعب الشكر ومنه قوله عليه الصلاة والسلام
٢ ( الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لم يحمده )
ضعيف وإنما جعله رأس الشكر لأن ذكر النعمة باللسان والثناء على موليها أشيع لها وأدل على مكانها من الإعتقاد وآداب الجوارح لخفاء عمل القلب وما في عمل الجوارح من الاحتمال بخلاف عمل اللسان وهو النطق الذي يفصح عن كل خفي ويجلي كل مشتبه
والحمد نقيضه الذم والشكر نقيضه الكفران وارتفاع الحمد بالابتداء وخبره الظرف الذي هو ( لله ) وأصله النصب الذي هو قراءة بعضهم بإضمار فعله على أنه من المصادر التى تنصبها العرب بأفعال مضمرة في معنى الإخبار كقولهم شكرا وكفرا وعجبا وما أشبه ذلك ومنها سبحانك ومعاذ الله ينزلونها منزلة أفعالها ويسدون بها مسدها لذلك لا يستعملونها معها ويجعلون استعمالها كالشريعة المنسوخة والعدل بها عن النصب إلى الرفع على الابتداء للدلالة على ثبات المعنى واستقراره
ومنه قوله تعالى
) قالوا سلاما قال سلام ( هود ٦٩ رفع السلام الثاني للدلالة على ان إبراهيم عليه السلام حياهم بتحية أحسن من تحيتهم لأن الرفع دال على معنى ثبات السلام لهم دون تجدده وحدوثه
والمعنى نحمد الله حمدا ولذلك قيل
) إياك نعبد وإياك نستعين (
لأنه بيان لحمدهم له كأنه قيل كيف تحمدون فقيل اياك نعبد
فإن