" صفحة رقم ٥٥١ "
على ادبارها بعد طمسها فالمعنى ان نطمس وجوها فننكسها الوجوه إلى خلف والإقفاء إلى قدام
ووجه آخر وهو ان يراد بالطمس القلب والتغيير كما طمس اموال القبط فقلبها حجارة
وبالوجوه رؤوسهم ووجهاؤهم أي من قبل ان نغير أحوال وجهائهم فنسلبهم إقبالهم ووجاهتهم ونكسوهم صغارهم وادبارهم أو نردهم إلى حيث جاؤا منه
وهي أذرعات الشام يريد اجلاء بني النضير فإن قلت لمن الراجع في قوله ( أو نلعنهم ) قلت للوجوه إن أريد الوجهاء أو لأصحاب الوجوه
لأن المعنى من قبل ان نطمس وجوه قوم أو يرجع إلى ( الذين أوتوا الكتاب ) على طريقة الالتفات
) أو نلعنهم (
أو نجزيهم بالمسخ كما مسخنا أصحاب السبت
فإن قلت فأين وقوع الوعيد قلت هو مشروط بالإيمان
وقد آمن منهم ناس وقيل هو منتظر ولا بد من طمس ومسخ لليهود قبل يوم القيامة ولأن الله عز وجل اوعدهم باحد الأمرين بطمس وجوه منهم أو بلعنهم فإن الطمس تبديل احوال رؤسائهم أو إجلائهم إلى الشام فقد كان أحد الأمرين وإن كان غيره فقد حصل اللعن
فإنهم ملعونون بكل لسان والظاهر اللعن المتعارف دون المسخ الا ترى إلى قوله تعالى
" قل هل انبئكم بشر من ذاك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير " المائدة ٦٠
) وكان أمر الله مفعولا (
فلا بد ان يقع أحد الأمرين إن لم يؤمنوا
النساء ٤٨
النساء :( ٤٨ ) إن الله لا.....
فإن قلت قد ثبت ان الله عز وجل يغفر الشرك لمن تاب منه وانه لا يغفر ما


الصفحة التالية
Icon