" صفحة رقم ٥٥٨ "
وقرىء
" بما أنزل وما انزل النساء "
على البناء للفاعل وقرا عباس بن الفضل ( أن يكفروا بها ) ذهابا بالطاغوت إلى الجمع كقوله
) أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم ( ٢٥٧ وقرا الحسن ( تعالوا ) بضم اللام على أنه حذف اللام من تعاليت تخفيفا كما قالوا ما باليت به بالة وأصلها بالية كعافية وكما قال الكسائي في آية إن أصلها أيية فاعلة فحذفت اللام فلما حذفت وقعت واو الجمع بعد اللام من تعال فضمت فصار ( تعالوا ) نحو تقدموا ومنه قول اهل مكة تعالي بكسر اللام للمرأة وفي شعر الحمداني
( تعالي أقاسمك الهموم تعالي )
والوجه فتح اللام
) فكيف (
يكون حالهم وكيف يصنعون يعني انهم يعجزون عند ذلك فلا يصدرون أمرا ولا يوردونه
) إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم (
من التحاكم إلى غيرك واتهامهم لك في الحكم
" ثم "
حين يصابون فيعتذرون اليك
) كافرون ويحلفون (
ما اردنا بتحاكمنا إلى غيرك
) إلا إحسانا (
لا اساءة
) وتوفيقا (
بين الخصمين ولم نرد مخالفة لك ولا تسخطا لحكمك ففرج عنا بدعائك وهذا وعيد لهم على فعلهم وانهم سيندمون عليه حين لا ينفعهم الندم
ولا يغني عنهم الاعتذار عند حلول بأس الله
وقيل جاء أولياء المنافق يطلبون بدمه وقد اهدره الله فقالوا ما اردنا بالتحاكم إلى عمر الا ان يحسن إلى صاحبنا بحكومة العدل والتوفيق بينه وبين خصمه وما خطر ببالنا انه يحكم له بما حكم به
) فأعرض عنها (
لا تعاقبهم لمصلحة في استبقائهم ولا تزد على كفهم بالموعظة والنصيحة عما هم عليه
) وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (
بالغ في وعظهم بالتخفيف والإنذار
فإن قلت بم تعلق قوله