" صفحة رقم ٥٩ "
( ولقد أمر على اللئيم يسبني )
ولأن المغضوب عليهم والضالين خلاف المنعم عليهم فليس في غير إذا الإبهام الذي يأبى عليه ان يتعرف وقرىء بالنصب على الحال وهي قراءة رسول الله ( ﷺ ) وعمر بن الخطاب ورويت عن ابن كثير وذو الحال الضمير في عليهم والعامل انعمت وقيل المغضوب عليهم هم اليهود لقوله عز وجل
) من لعنه الله وغضب عليه ( المائدة ٦٠
والضالون هم النصارى لقوله تعالى
) قد ضلوا من قبل ( المائدة ٧٧ فإن قلت ما معنى غضب الله قلت هو إرادة الانتقام من العصاة وإنزال العقوبة بهم وان يفعل بهم ما يفعله الملك اذا غضب على من تحت يده نعوذ بالله من غضبه ونسأله رضاه ورحمته
فإن قلت أي فرق بين
) عليهم ( الأولى و
) عليهم ( الثانية قلت الأولى محلها النصب على المفعولية والثانية محلها الرفع على الفاعلية
فإن قلت لم دخلت لا في
) ولا الضالين (
قلت لما في غير من معنى النفي كانه قيل لا المغضوب عليهم ولا الضالين
وتقول انا زيدا غير ضارب مع امتناع قولك انا زيدا مثل ضارب لانه بمنزلة قولك انا زيدا لا ضارب وعن عمر وعلي رضي الله عنهما أنهما قرآ وغير الضالين
وقرأ أيوب السختياني ( ولا الضألين ) بالهمزة كما قرأ عمرو بن عبيد ولا جأن وهذه لغة من جد في الهرب من التقاء


الصفحة التالية
Icon