" صفحة رقم ٦٤٣ "
" إذا قمتم إلى الصلواة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جآء أحد منكم من الغائط أو لامستم النسآء فلم تجدوا مآء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولاكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون يأيها الذين ءامنوا إذا " كقوله
) فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ( النحل ٩٨ وكقولك اذا ضربت غلامك فهون عليه في ان المراد إرادة الفعل
فإن قلت لم جاز أن يعبر عن إرادة الفعل بالفعل قلت لأن الفعل يوجد بقدرة الفاعل عليه وإرادته له وهو قصده اليه وميله وخلوص داعيه فكما عبر عن القدرة عن الفعل بالفعل في قولهم الإنسان لا يطير والأعمى لا يبصر أي لا يقدران على الطيران والإبصار
ومنه قوله تعالى
) نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ( الأنبياء ١٠٤ يعني إنا كنا قادرين على الإعادة كذلك عبر عن إرادة الفعل بالفعل وذلك لأن الفعل مسبب عن القدرة والإرادة فأقيم المسبب مقام السبب للملابسة بينهما ولإيجاز الكلام ونحوه من إقامة المسبب مقام السبب قولهم كما تدين تدان عبر عن الفعل المبتدأ الذي هو سبب الجزاء بلفظ الجزاء الذي هو مسبب عنه
وقيل معنى قمتم إلى الصلاة قصدتموها لأن من توجه إلى شيء وقام اليه كان قاصدا له لا محالة فعبر عن القصد له بالقيام اليه
فإن قلت ظاهر الآية يوجب الوضوء على كل قائم إلى الصلاة محدث وغير محدث فما وجهه قلت يحتمل ان يكون الأمر للوجوب فيكون الخطاب للمحدثين خاصة وان يكون للندب وعن رسول الله ( ﷺ ) والخلفاء بعده
٣٣٦ أنهم كانوا يتوضئون لكل صلاة
ورد في هذا الباب عدة احاديث منها حديث بريدة عند مسلم ٢٧٧ وابي داود ١٧٢ والترمذي ٦١ وعن النبي ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon