" صفحة رقم ٦٧ "
ألا رب من قلبي له الله ناصح
وقال آخر
فذاك أمانة الله الثريد
قلت ان القرآن والقلم بعد هذه الفواتح محلوف بهما فلو زعمت ذلك لجمعت بين قسمين على مقسم واحد وقد استكرهوا ذلك
قال الخليل في قوله عز وجل
) والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى ( الليل ١ - ٣ الواوان الأخريان ليستا لمنزلة الأولى ولكنهما الواوان اللتان تضمان الأسماء إلى الأسماء في قولك مررت بزيد وعمرو والأولى بمنزلة الباء والتاء قال سيبويه قلت للخليل فلم لا تكون الأخريان بمنزلة الأولى فقال إنما أقسم بهذه الأشياء على شيء ولو كان انقضى قسمه بالأول على شيء لجاز ان يستعمل كلاما آخر فيكون كقولك بالله لأفعلن بالله لأخرجن اليوم ولا يقوى ان تقول وحقك وحق زيد لأفعلن والواو الأخيرة واو قسم لا يجوز الا مستكرها قال وتقول وحياتي ثم حياتك لأفعلن فثم ههنا بمنزلة الواو
هذا ولا سبيل فيما نحن بصدده إلى ان تجعل الواو للعطف لمخالفة الثاني الأول في الاعراب
فإن قلت فقدرها مجرورة بإضمار الباء القسمية لا بحذفها فقد جاء عنهم الله لأفعلن مجرورا ونظيره قولهم لاه أبوك غير انها فتحت في موضع الجر لكونها غير مصروفة واجعل الواو للعطف حتى يستتب لك المصير إلى نحو ما أشرت اليه
قلت هذا لا يبعد عن الصواب ويعضده ما رووا عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال أقسم الله بهذه الحروف
فإن قلت فما وجه قراءة بعضهم ص وق بالكسر قلت وجهها ما ذكرت من التحريك لالتقاء الساكنين والذي يبسط من عذر المحرك ان الوقف لما استمر بهذه الأسامي شاكلت لذلك ما اجتمع في آخره ساكنان من المبينات فعوملت تارة معاملة


الصفحة التالية
Icon