" صفحة رقم ٦٩ "
يخطر ببال غير ما هو عليه من مورده امنت وقوع اللبس فيها وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التى بني عليها علم الخط والهجاء ثم ما عاد ذلك بضير ولا نقصان لاستقامة اللفظ وبقاء الحفظ وكان اتباع خط المصحف سنة لا تخالف
قال عبد الله بن درستويه في كتابه المترجم بكتاب الكتاب المتمم في الخط والهجاء خطان لا يقاسان خط المصحف لأنه سنة وخط العروض لأنه يثبت فيه ما اثبته اللفظ ويسقط عنه ما أسقطه
الوجه الثاني أن يكون ورود هذه الاسماء هكذا مسرودة على نمط التعديد كالإيقاظ وقرع العصا لمن تحدى بالقرآن وبغرابة نظمه وكالتحريك للنظر في ان هذا المتلو عليهم وقد عجزوا عنه عن آخرهم كلام منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ليؤديهم النظر إلى ان يستيقنوا أن لم تتساقط مقدرتهم دونه ولم تظهر معجزتهم عن ان يأتوا بمثله بعد المراجعات المتطاولة وهم امراء الكلام وزعماء الحوار وهم الحراص على التساجل في اقتضاب الخطب والمتهالكون على الافتتان في القصيد والرجز ولم يبلغ من الجزالة وحسن النظم المبالغ التى بزت بلاغة كل ناطق وشقت غبار كل سابق ولم يتجاوز الحد الخارج من قوى الفصحاء ولم يقع وراء مطامح اعين البصراء الا لأنه ليس بكلام البشر وانه كلام خالق القوى والقدر
وهذا القول من القوة والخلافة بالقبول بمنزل ولناصره على الأول ان يقول إن القرآن إنما نزل بلسان العرب مصبوبا في اساليبهم واستعمالاتهم والعرب لم تتجاوز ما سموا به مجموع اسمين ولم يسم أحد منهم بمجموع ثلاثة أسماء وأربعة وخمسة والقول بأنها أسماء السور حقيقة يخرج إلى ما ليس في لغة العرب ويؤدي أيضا إلى صيرورة الاسم والمسمى واحدا
فإن اعترضت عليه بأنه قول مقول على وجه الدهر وانه لا سبيل إلى رده أجابك بأن له محملا سوى ما يذهب اليه وانه نظير قول الناس فلان يروي قفا نبك وعفت الديار
ويقول الرجل لصاحبه ما قرأت فيقول
) الحمد لله ( و
) براءة من الله ورسوله ( التوبة ١


الصفحة التالية
Icon