" صفحة رقم ١٠٨ "
) قَالَ الْمَلأ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِى ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّى وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ٦٠ ) قال الملأ من.....
) الْمَلاَ ( الأشراف والسادة : وقيل : الرجال ليس معهم النساء ) فِى ضَلَالٍ ( في ذهاب عن طريق الصواب والحق. ومعنى الرؤية : رؤية القلب. فإن قلت : لم قال :) لَيْسَ بِى ضَلَالَةٌ ( ولم يقل ضلال كما قالوا ؟ قلت : الضلالة أخصّ من الضلال، فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه، كأنه قال : ليس بي شيء من الضلال، كما لو قيل لك : ألك تمر، فقلت : ما لي تمرة فإن قلت : كيف وقع قوله :) وَلَكِنّي رَسُولٌ ( استدراكاً للانتفاء عن الضلالة ؟ قلت : كونه رسولاً من الله مبلغاً رسالاته ناصحاً، في معنى كونه على الصراط المستقيم، فصحّ لذلك أن يكون استدراكاً للانتفاء عن الضلالة. وقرىء :( أبلغكم ) بالتخفيف. فإن قلت : كيف موقع قوله :) أُبَلّغُكُمْ ( ؟ قلت : فيه وجهان. أحدهما : أن يكون كلاماً مستأنفاً بياناً لكونه رسول رب العالمين. والثاني : أن يكون صفة لرسول. فإن قلت : كيف جاز أن يكون صفة والرسول لفظه لفظ الغائب ؟ قلت : جاز ذلك لأن الرسول وقع خبراً عن ضمير المخاطب وكان معناه، كما قال : أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِ أُمِّي حَيْدَرَهْ ;