" صفحة رقم ١١٨ "
هلكوا، وكانوا ألفاً وخمسمائة دار. وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم. فإن قلت : كيف صحّ خطاب الموتى وقوله :) وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ( ؟ قلت : قد يقول الرجل لصاحبه وهو ميت وكان قد نصحه حياً فلم يسمع منه حتى يالقى بنفسه في التهلكة : يا أخي، كم نصحتك وكم قلت لك فلم تقبل مني ؟ وقوله :) وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ( حكاية حال ماضية.
) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (
الأعراف :( ٨٠ ) ولوطا إذ قال.....
وَلُوطًا ( وأرسلنا لوطاً. و ) إِذْ ( ظرف لأرسلنا. واذكر لوطاً، وإذ بدل منه، بمعنى : واذكر وقت :) قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ( أتفعلون السيئة المتمادية في القبح ) مَا سَبَقَكُمْ بِهَا ( ما عملها قبلكم، والباء للتعدية من قولك : سبقته بالكرة، إذا ضربتها قبله. ومنه قوله عليه السلام :
( ٣٩٦ ) ( سبقك بها عكاشة ) ) مِنْ أَحَدٍ مّن الْعَالَمِينَ ( ( من ) الأولى زائدة لتوكيد النفي وإفادة معنى الاستغراق، والثانية للتبعيض. فإن قلت : ما موقع هذه الجملة ؟ قلت : هي جملة مستأنفة، أنكر عليهم أوّلاً بقوله :) أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ( ثم وبخهم عليها فقال : أنتم أوّل من عملها. أو على أنه جواب لسؤال مقدّر، كأنهم قالوا : لما لا تأتيها ؟ فقال : ما سبقكم بها أحد، فلا تفعلوا ما لم تسبقوا به ) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجَالَ ( بيان لقوله : أتأتون الفاحشة. والهمزة مثلها في ) أَتَأْتُونَ ( للإنكار والتعظيم. وقرىء :( إنكم ) على الإخبار المستأنف لتأتون الرجال، من أتى المرأة إذا غشيها ) شَهْوَةً ( مفعول له، أي للاشتهاء لا