" صفحة رقم ١٣٢ "
ألفاً. وقيل : سبعين ألفاً وقيل : بضعة وثلاثين ألفاً. واختلفت الروايات فمن مقل ومن مكثر. وقيل : كان يعلمهم مجوسيان من أهل نينوى. وقيل : قال فرعون : لا نغالب موسى إلاّ بما هو منه، يعني السحر.
) قَالُواْ يامُوسَى إِمَّآ أَن تُلْقِىَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قَالَ أَلْقَوْاْ فَلَمَّآ أَلْقُوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ ءَامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (
الأعراف :( ١١٥ ) قالوا يا موسى.....
تخييرهم إياه أدب حسن راعوه معه، كما يفعل أهل الصناعات إذا التقوا كالمتناظرين، قبل أن يتخاوضوا في الجدال، والمتصارعين قبل أن يتآخذوا للصراع. وقولهم :) وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ( فيه ما يدلّ على رغبتهم في أن يلقوا قبله من تأكيد ضميرهم المتصل بالمنفصل وتعريف الخبر، أو تعريف الخبر وإقحام الفصل، وقد سوّغ لهم موسى ما تراغبوا فيه ازدراء لشأنهم، وقلة مبالاة بهم. وثقة بما كان بصدده من التأييد السماوي، وأن المعجزة لن يغلبها سحر أبداً ) سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ ( أروها بالحيل والشعوذة وخيلوا إليها ما الحقيقة بخلافه، كقوله تعالى :) يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ( ( طه : ٦٦ ). روي : أنهم ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً، فإذا هي أمثال الحيات، قد ملأت الأرض وركب بعضها بعضاً ) وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ( وأرهبوهم إرهاباً شديداً، كأنهم استدعوا رهبتهم ) بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ( في باب السحر. روي أنهم لونوا حبالهم وخشبهم وجعلوا فيها ما يوهم الحركة. قيل : جعلوا فيها الزئبق ) مَا يَأْفِكُونَ ( ما موصولة أو مصدرية، بمعنى : ما يأفكونه أي يقلبونه عن الحق إلى الباطل ويزوّرونه تسمية للمأفوك بالإفك روي