" صفحة رقم ١٣٤ "
وَلاَ عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ ;
) أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ( هب لنا صبراً واسعاً وأكثره علينا، حتى يفيض علينا ويغمرنا، كما يفرغ الماء فراغاً، وعن بعض السلف : إن أحدكم ليفرغ على أخيه ذنوباً ثم يقول : قد مازحتك، أي يغمره بالحياء، والخجل. أو صبّ علينا ما يطهرنا من أوضار الآثام، وهو الصبر على ما توعدنا به فرعون، لأنهم علموا أنهم إذا استقاموا وصبروا كان ذلك مطهرة لهم ) وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ( ثابتين على الإسلام.
) وَقَالَ الْمَلأ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِى الاٌّ رْضِ وَيَذَرَكَ وَءالِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِى نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ١٢٧ ) وقال الملأ من.....
) وَيَذَرَكَ ( عطف على ) يفسدوا ( لأنه إذا تركهم ولم يمنعهم، وكان ذلك مؤدّياً إلى ما دعوه فساداً وإلى تركه وترك آلهته، فكأنه تركهم لذلك. أو هو جواب للاستفهام بالواو كما يجاب بالفاء، نحو قول الحطيئة :
أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونُ بَيْنِي
وَبَيْنَيكُمُ المْمَوَدَّةُ وَالإخَاءُ
والنصب بإضمار ( أن ) تقديره : أيكون منك ترك موسى، ويكون تركه إياك وآلهتك. وقرىء :( ويذرك وآلهتك بالرفع عطفاً على أتذر موسى، بمعنى : أتذره وأيذرك، يعني : تطلق له ذلك. أو يكون مستأنفاً أو حالاً على معنى : أتذره وهو يذرك وآلهتك. وقرأ الحسن :( ويذرك بالجزم )، كأنه قيل : يفسدوا، كما قرىء :) فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصَّالِحِينَ ( ( المنافقون : ١٠ ) كأنه قيل :( أصدّق ). وقرأ أنس رضي الله عنه :( ونذرك )، بالنون والنصب، أي يصرفنا عن عبادتك فنذرها. وقرىء :( ويذرك وإلاهتك )، أي عبادتك. وروي : أنهم قالوا له ذلك، لأنه وافق السحرة على الإيمان ستمائة ألف نفس، فأرادوا بالفساد في الأرض ذلك وخافوا أن يغلبوا على الملك، وقيل : صنع فرعون لقومه أصناماً وأمرهم أن يعبدوها تقرباً إليه كما يعبد عبدة الأصنام الأصنام، ويقولون : ليقربونا إلى الله زلفى، ولذلك قال : أنا ربكم الأعلى ) سَنُقَتّلُ أَبْنَاءهُمْ ( يعني سنعيد عليهم ما كنا محناهم ب


الصفحة التالية
Icon