" صفحة رقم ١٤٨ "
مذهباً. ولا يغرنك تسترهم بالبلكفة، فإنه من منصوبات أشياخهما والقول ما قال بعض العدلية فيهم : لَجَمَاعَةٌ سَموْا هَواهُمْ سُنَّة
وَجَمَاعَةٌ حُمْرٌ لَعَمْرِي مُوكَفَه
قَدْ شَبَّهُوهُ بِخَلْقِهِ وَتَخَوَّفُوا
شَنْعَ الْوَرَى فَتَسَتَّرُوا بِالبَلْكَفَهْ.
وتفسير آخر : وهو أن يريد بقوله :) أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ ( عرّفني نفسك تعريفاً واضحاً جلياً، كأنها إراءة في جلائها بآية مثل آيات القيامة التي تضطر الخلق إلى معرفتك ) أَنظُرْ إِلَيْكَ ( أعرفك معرفة اضطرار، كأني أنظر إليك، كما جاء في الحديث :
( ٣٩٨ ) ( سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ) بمعنى : ستعرفونه معرفة جلية هي في الجلاء كإبصاركم القمر إذا امتلأ واستوى ) قَالَ لَن تَرَانِى ( أي لن تطيق معرفتي على هذه الطريقة، ولن تحتمل قوّتك تلك الآية المضطرة ولكن انظر إلى الجبل. فإني أورد عليه وأظهر له آية من تلك الآيات، فإن ثبت لتجليها واستقرّ مكانه ولم يتضعضع فسوف تثبت لها وتطيقها، ) فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ( فلما ظهرت له آية من آيات قدرته وعظمته ) جَعَلَهُ دَكّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا ( لعظم ما رأى ) فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ( مما اقترحت وتجاسرت ) وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( بعظمتك وجلالك، وأن شيئاً لا يقوم لبطشك وبأسك.