" صفحة رقم ١٥٠ "
ويجوز أن يراد : يأخذوا بما أمروا به، دون ما نهوا عنه، على قولك : الصيف أحرّ من الشتاء ) سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ( يريد دار فرعون وقومه وهي مصر، كيف أقفرت منهم ودمّروا لفسقهم، لتعتبروا فلا تفسقوا مثل فسقهم فينكل بكم مثل نكالهم. وقيل : منازل عاد وثمود والقرون الذين أهلكهم الله لفسقهم في ممرّكم عليها في أسفاركم. وقيل : دار الفاسقين : نار جهنم. وقرأ الحسن :( سأوريكم ) وهي لغة فاشية بالحجاز. يقال : أورني كذا، وأوريته. ووجهه أن تكون من أوريت الزند كأنَّ المعنى بيّنه لي وأنره لأستبينه وقرىء :( سأورثكم ) قراءة حسنة يصححها قوله :) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ ( ( الأعراف : ١٣٧ ). ) سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَاتِي ( بالطبع على قلوب المتكبرين وخذلانهم، فلا يفكرون فيها ولا يعتبرون بها، غفلة وانهماكاً فيما يشغلهم عنها من شهواتهم. وعن الفضيل بن عياض : ذكر لنا عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٣٩٩ ) ( إذا عظمت أمّتي الدنيا نزع عنها هيبة الإسلام، وإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي ). وقيل : سأصرفهم عن إبطالها وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون أن يبطل آية موسى، بأن جمع لها السحرة، فأبى الله إلاَّ علو الحقّ وانتكاس الباطل. ويجوز : سأصرفهم عنها وعن الطعن فيها والاستهانة بها. وتسميتها سحراً بإهلاكهم. وفيه إنذار للمخاطبين من عاقبة الذين يصرفون عن الآيات لتكبرهم وكفرهم بها، لئلا يكونوا مثلهم فيسلك بهم سبيلهم ) بِغَيْرِ الْحَقّ ( فيه وجهان : أن يكون حالاً بمعنى يتكبرون غير محقين، لأن التكبر بالحقّ لله وحده. وأن يكون صلة لفعل التكبر، أي يتكبرون بما ليس بحق وما هم عليه من دينهم ) وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ( من الآيات المنزلة عليهم ) لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ( وقرأ مالك بن دينار :( وإن يروا ) بضم الياء. وقرىء :( سبيل الرشد ) و ( الرشد ) و ( الرشاد )، كقولهم : السقم والسقم والسقام. وما أسفه من ركب المفازة، فإن رأى طريقاً مستقيماً أعرض عنه وتركه، وإن رأى معتسفاً مردياً أخذ فيه وسلكه، ففاعل نحو ذلك في دينه أسفه ) ذالِكَ ( في محل الرفع أو النصب على معنى : ذلك الصرف بسبب تكذيبهم أو صرفهم الله ذلك الصرف بسبب ) وَلِقَاء الاْخِرَةِ ( يجوز أن يكون من إضافة المصدر إلى المفعول به. أي ولقائهم الآخرة ومشاهدتهم أحوالها، ومن إضافة المصدر إلى الظرف بمعنى : ولقاء ما وعد الله في الآخرة.
) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ وَلَمَّا سُقِطَ فَى أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ


الصفحة التالية
Icon