" صفحة رقم ١٧٨ "
من عادة صمتكم عن دعائهم.
) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ ( ٧ )
الأعراف :( ١٩٤ - ١٩٥ ) إن الذين تدعون.....
) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ( أي تعبدونهم وتسمونهم آلهة من دون الله ) عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ( وقوله :) عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ( استهزاء بهم، أي قصارى أمرهم أن يكونوا أحياء عقلاء فإن ثبت ذلك فهم عباد أمثالكم لا تفاضل بينكم. ثم أبطل أن يكونوا عباداً أمثالهم فقال :) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ( وقيل : عباد أمثالكم مملوكون أمثالكم. وقرأ سعيد بن جبير :( إن الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم ) بتخفيف إن نصف عباداً أمثالكم، والمعنى : ما الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم، على إعمال ( إن ) النافية عمل ( ما ) الحجازية ) قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ( واستعينوا بهم في عدوني ) ثُمَّ كِيدُونِ ( جميعاً أنتم وشركاؤكم ) فَلاَ تُنظِرُونِ ( فإني لا أبالي بكم، ولا يقول هذا إلا واثق بعصمة الله، وكانوا قد خوّفوه آلهتهم فأمر أن يخاطبهم بذلك، كما قال قوم هود له :) إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوء ( ( هود : ٥٤ ) قال لهم :) إِنّى بَرِىء مّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ ( ( هود : ٥٥ ).
) إِنَّ وَلِيِّىَ اللَّهُ الَّذِى نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ١٩٦ - ١٩٧ ) إن وليي الله.....
) إِنَّ وَلِيّىَ اللَّهِ ( أي ناصري عليكم الله ) الَّذِى نَزَّلَ الْكِتَابَ ( الذي أوحى إلى كتابه وأعزني برسالته ) وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ( ومن عادته أن ينصر الصالحين من عباده وأنبيائه ولا يخدلهم.
) وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ( ٧ )
الأعراف :( ١٩٨ ) وإن تدعوهم إلى.....
) يَنظُرُونَ إِلَيْكَ ( يشبهون الناظرين إليك، لأنهم صوّروا أصنامهم بصورة من قلب حدقته إلى الشيء ينظر إليه ) وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ( وهم لا يدركون المرئيّ.
) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ ( ٧ )
الأعراف :( ١٩٩ ) خذ العفو وأمر.....
) الْعَفْوَ ( ضد الجهد : أي خذ ما عفا لك من أفعال الناس وأخلاقهم وما أتى منهم، وتسهل من غير كلفة، ولا تداقهم، ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم حتى لا ينفروا، كقوله ( ﷺ ) :