" صفحة رقم ١٩٦ "
مدبرين، وهم زحف من الزحوف اثني عشر ألفاً، وتقدمه نهي لهم عن الفرار يومئذٍ. وفي قوله :) وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ ( أمارة عليه ) إِلاَّ مُتَحَرّفاً لّقِتَالٍ ( هو الكرّ بعد الفرّ، يخيل عدوّه أنه منهزم ثم يعطف عليه، وهو باب من خدع الحرب ومكايدها ) أَوْ مُتَحَيّزاً ( أو منحازاً ) إِلَى فِئَةٍ ( إلى جماعة أخرى من المسلمين سوى الفئة التي هو فيها. وعن ابن عمر رضي الله عنه :
( ٤١٧ ) خرجت سرية وأنا فيهم ففرّوا فلما رجعوا إلى المدينة استحيوا فدخلوا البيوت، فقلت : يا رسول الله نحن الفرّارون، فقال : بل أنتم العكارون وأنا فئتكم. وانهزم رجل من القادسية، فأتى المدينة إلى عمر رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين هلكت، فررت من الزحف، فقال عمر رضي الله عنه : أنا فئتك. وعن ابن عباس رضي الله عنه : إنّ الفرار من الزحف من أكبر الكبائر. فإن قلت : بم انتصب ) إِلاَّ مُتَحَرّفاً ( ؟ قلت : على الحال، وإلا لغو. أو على الاستثناء من المولين، أي : ومن يولهم إلا رجلاً منهم متحرّفاً أو متخيزاً. وقرأ الحسن ( دبره ) بالسكون ووزن متحيز متفيعل لا متفعل، لأنه من حاز يحوز، فبناء متفعل منه متحوّز.
) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَاكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ٧ )
الأنفال :( ١٧ ) فلم تقتلوهم ولكن.....
لما كسروا أهل مكة وقتلوا وأسروا أقبلوا على التفاخر، فكان القائل يقول : قتلت وأسرت، ولما طلعت قريش قال رسول الله ( ﷺ ) :