" صفحة رقم ٢٠٨ "
تكون عاقبة إنفاقها ندماً وحسرة، فكأن ذاتها تصير ندما وتنقلب حسرة ) ثُمَّ يُغْلَبُونَ ( آخر الأمر وإن كانت الحرب بينهم وبين المؤمنين سجالا قبل ذلك فيرجعون طلقاء ) كَتَبَ اللَّهُ لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى ( ( المجادلة : ٢١ ). ) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ ( والكافرون منهم ) إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ( لأنّ منهم من أسلم وحسن إسلامه ) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ ( الفريق الخبيث من الكفار ) مِنَ ( الفريق ) الطَّيّبِ ( من المؤمنين، فيجعل الفريق ) الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً ( عبارة عن الجمع والضم، حتى يتراكبوا، كقوله تعالى :) كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ( يعني لفرط ازدحامهم ) أُوْلَائِكَ ( إشارة إلى الفريق الخبيث، وقيل : ليميز المال الخبيث الذي أنفقه المشركون في عداوة رسول الله ( ﷺ )، من المال الطيب الذي أنفقه المسلمون كأبي بكر وعثمان في نصرته ) فَيَرْكُمَهُ ( فيجعله في جهنم في جملة ما يعذّبون به، كقوله :) فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ ( الآية ( التوبة : ٣٥ )، واللام على هذا متعلقة بقوله :) ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ( وعلى الأوّل يحشرون، وأولئك : إشارة إلى الذين كفروا. وقرىء : ليميز على التخفيف.
) قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الاٌّ وَّلِينِ (
الأنفال :( ٣٨ ) قل للذين كفروا.....
) قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ( من أبي سفيان وأصحابه. أي قل لأجلهم هذا القول وهو ) إِن يَنتَهُواْ ( ولو كان بمعنى خاطبهم به لقيل : إن تنتهوا يغفر لكم، وهي قراءة ابن مسعود. ونحوه :) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ( ( الأحقاف : ١١ ) خاطبوا به غيرهم لأجلهم ليسمعوه، أي إن ينتهوا عما هم عليه من عداوة رسول الله وقتاله بالدخول في الإسلام ) يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ ( لهم من العداوة ) وَإِن يَعُودُواْ ( لقتاله :) فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الاٌّ وَّلِينِ ( منهم الذين حاق بهم مكرهم يوم بدر. أو فقد مضت سنة الذين تحزّبوا على أنبيائهم من الأمم فدمّروا، فليتوقعوا مثل ذلك إن لم ينتهوا. وقيل : معناه أنّ الكفار إذا انتهوا عن الكفر وأسلموا غفر لهم ما قد سلف لهم من الكفر والمعاصي، وخرجوا منها كما تنسلّ الشعرة من العجين. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام.
( ٤٢٣ ) ( الإسلام يجب ما قبله ) وقالوا : الحربي إذا أسلم لم يبق عليه تبعة قط.


الصفحة التالية
Icon