" صفحة رقم ٢١ "
) وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ( مثل لقدرته على إلجائهم إلى الاستجابة بأنه هو الذي يبعث الموتى من القبور يوم القيامة ) ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ( للجزاء فكان قادراً على هؤلاء الموتى بالكفر أن يحييهم بالإيمان. وأنت لا تقدر على ذلك. وقيل : معناه : وهؤلاء الموتى يعني الكفرة يبعثهم الله. ثم إليه يرجعون، فحينئذ يسمعون. وأما قبل ذلك فلا سبيل إلى استماعهم وقرىء :( يرجعون )، بفتح الياء.
) وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ ءايَةً وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (
الأنعام :( ٣٧ ) وقالوا لولا نزل.....
لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ ( نزل بمعنى أنزل. وقرىء :( أن ينزل ) بالتشديد والتخفيف. وذكر الفعل والفاعل مؤنث. لأن التأنيث آية غير حقيقي، وحسن للفصل. وإنما قالوا ذلك مع تكاثر ما أنزل من الآيات على رسول الله ( ﷺ )، لتركهم الاعتداد بما أنزل عليه، كأنه لم ينزل عليه شيء من الآيات عناداً منهم ) قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزّلٍ ءايَةً ( تضطرهم إلى الإيمان. كنتق الجبل على بني إسرائيل ونحوه، أو آية إن جحدوها جاءهم العذاب ) وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ( أن الله قادر على أن ينزل تلك الآية، وأن صارفاً من الحكمة يصرفه عن إنزالها.
) وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى الاٌّ رْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( ٧ )
الأنعام :( ٣٨ ) وما من دابة.....
) أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ( مكتوبة أرزاقها وآجالها وأعمالها كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم ) مَّا فَرَّطْنَا ( ما تركنا وما أغفلنا ) فِى الْكِتَابِ ( في اللوح المحفوظ ) مِن شَىْء ( من ذلك لم نكتبه ولم نثبت ما وجب أن يثبت مما يختص به ) ثُمَّ إِلَى رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ ( يعني الأمم كلها من الدواب والطير فيعوضها وينصف بعضها من بعض، كما روي :
( ٣٧٥ ) ( أنه يأخذ للجماء من القرناء )، فإن قلت : كيف قيل :) إِلاَّ أُمَمٌ ( مع إفراد الدابة والطائر ؟ قلت : لما كان قوله تعالى :) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى الاْرْضِ وَلاَ طَائِرٍ ( دالاً على معنى الاستغراق ومغنياً عن أن يقال : وما من دواب ولا طير، حمل قوله :) إِلاَّ أُمَمٌ ( على المعنى، فإن قلت : هلا قيل : وما من دابة ولا طائر إلا أمم أمثالكم ؟ وما معنى زيادة


الصفحة التالية
Icon