" صفحة رقم ٢٣٧ "
العهد ) فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ ( على مثله ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ( يعني أن التربص بهم من أعمال المتقين ) كَيْفَ ( تكرار لاستبعاد ثبات المشركين على العهد، وحذف الفعل لكونه معلوماً كما قال : وَخَبَّرْتُمَانِي أَنَّمَا الْمَوْتُ بِالْقُرَى
فَكَيْف وَهَاتَا هَضْبَة وَقَليبُ
يريد : فكيف مات. أي : كيف يكون لهم عهد ) و ( حالهم أنهم ) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ ( بعد ما سبق لهم من تأكيد الأيمان والمواثيق، لم ينظروا في حلف ولا عهد ولم يبقوا عليكم ) لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ ( لا يراعوا حلفاً. وقيل : قرابة. وأنشد لحسان رضي الله عنه : لَعَمْرُكَ إنَّ إلَّكَ مِنْ قُرَيْش
كَإلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأَلِ النَّعَامِ
وقيل :) إِلاًّ ( إلاهاً وقرىء :( إيلا )، بمعناه وقيل : جبرئيل، وجبرئل، من ذلك. وقيل : منه اشتق الآل بمعنى القرابة، كما اشتقت الرحم من الرحمن، والوجه ان اشتقاق الإلّ بمعنى الحلف، لأنهم إذا تماسحوا وتحالفوا رفعوا به أصواتهم وشهروه، من الأل وهو الجؤار، وله أليل : أي أنين يرفع به صوته. ودعت ألليها : إذا ولولت، ثم قيل لكل عهد وميثاق : إلّ. وسميت به القرابة، لأن القرابة عقدت بين الرجلين ما لا يعقده الميثاق ) يُرْضُونَكُم ( كلام مبتدأ في وصف حالهم من مخالفة الظاهر الباطن، مقرّر لاستبعاد الثبات منهم على العهد. وإباء القلوب مخالفة ما فيها من الأضغان، لما يجرونه على ألسنتهم من الكلام الجميل ) وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ( متمرّدون خلعاء لا مروءة تزعهم، ولا شمائل مرضية تردعهم، كما يوجد ذلك في بعض الكفرة، من التفادي عن الكذب والنكث، والتعفف عما يثلم العرض ويجرّ أحدوثة السوء.


الصفحة التالية
Icon