" صفحة رقم ٢٤١ "
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يويخ العباس بقتال رسول الله ( ﷺ ) وقطيعة الرحم، وأغلظ له في القول. فقال العباس : تذكرون مساوينا وتكتمون محاسننا. فقال : أو لكم محاسن ؟ قالوا : نعم ونحن أفضل منكم أجراً. إنا لنعمر المسجد الحرام. ونحجب الكعبة، ونسقي الحجيج ونفك العاني، فنزلت ) حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ( التي هي العمارة والحجابة والسقاية وفك العناة. وإذا هدم الكفر أو الكبيرة الأعمال الثابتة الصحيحة إذا تعقبها، فما ظنك بالمقارن. وإلى ذلك أشار في قوله :) شَاهِدِينَ ( حيث جعله حالاً عنهم ودلّ على أنهم قارنون بين العمارة والشهادة بالكفر على أنفسهم في حال واحدة، وذلك محال غير مستقيم.
) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّ خِرِ وَأَقَامَ الصَّلَواةَ وَءاتَى الزَّكَواةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَائِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (
التوبة :( ١٨ ) إنما يعمر مساجد.....
) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ ( وقرىء بالتوحيد : أي : إنما تستقيم عمارة هؤلاء وتكون معتداً بها، والعمارة تتناول رمّ ما استرمّ منها، وقمها وتنظيفها، وتنويرها بالمصابيح، وتعظيمها، واعتيادها للعبادة والذكر، ومن الذكر درس العالم، بل هو أجلّه وأعظمه، وصيانتها مما لم تبن له المساجد من أحاديث الدنيا فضلاً عن فضول الحديث، وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٤٤٦ ) يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقاً