" صفحة رقم ٢٤٦ "
وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلاَيَ طُحْتَ كَمَا هَوَى ;
بِأَجْرَامِهِ مِنْ قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي
وامتناعه من الصرف لأنه جمع، وعلى صيغة لم يأت عليها واحد، والمواطن الكثيرة : وقعات بدر، وقريظة، والنضير، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة. فإن قلت : كيف عطف الزمان والمكان وهو ) يَوْمٍ حُنَيْنٍ ( على المواطن ؟ قلت : معناه وموطن يوم حنين. أو في أيام مواطن كثيرة ويوم حنين. ويجوز أن يراد بالموطن الوقت كمقتل الحسين، على أنّ الواجب أن يكون يوم حنين منصوباً بفعل مضمر لا بهذاالظاهر. وموجب ذلك أنّ قوله :) إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ ( بدل من يوم حنين، فلو جعلت ناصبه هذا الظاهر لم يصحّ ؛ لأنّ كثرتهم لم تعجبهم في جميع تلك المواطن ولم يكونوا كثيراً في جميعها، فبقي أن يكون ناصبه فعلاً خاصاً به، إلاّ إذا نصبت ( إذ ) بإضمار ( اذكر ) وحنين : وادٍ بين مكة والطائف، كانت فيه الوقعة بين المسلمين وهم اثنا عشر ألفاً الذين حضروا فتح مكة، منضماً إليهم ألفان من الطلقاء، وبين هوازن وثقيف وهم أربعة آلاف فيمن ضامّهم من إمداد سائر العرب فكانوا الجمّ الغفير، فلما التقوا قال رجل من المسلمين : لن نغلب اليوم من قلة، فساءت رسول الله ( ﷺ ). وقيل قائلها رسول الله ( ﷺ ). وقيل : أبو بكر رضي الله عنه وذلك قوله :) إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ( فاقتتلوا قتالاً شديداً وأدركت المسلمين كلمة الإعجاب بالكثرة، وزلّ


الصفحة التالية
Icon